"عليك ان تتعلم كيف تنير
داخلك اولا"
اذ كيف تشعل اى اضواء بخارجك بدون ان تنير
داخلك اولا...
فبداخل كل واحد منا العديد من الغرف
المظلمة....
اذ تحتوى على مواقف، على افكار، او مشاعر
اعتاد ان يخجل منها...
ويدفعه خزيه من نفسه الى دفنها فى اعمق
المناطق المظلمة بداخل قلبه...
فلا يتحدث عنها، ولا حتى مع نفسه...
يا صديقى،
ان اول خطوة فى انارة داخلك ى ان تعترف بذلك
الظلام...
ان تترك عيناك تراه ولا تخشاه....
(سيب نفسك تشوف الضلمة اللى جواك بكل بشاعتها
وقساوتها عليك....)
لا انكر صعوبة تلك المواجهة مع النفس،
فانى اختبرت ذلك الجحيم مرارا....
ولكن لا مفر منها.....
اذ كيف تنير مناطق مظلمة بداخلك اذا كنت تنكر
وجودها من الاساس
( لو فضلت تقول ان زى الفل ومعنديش اى ضلمة،
النور عمره هايعرف يدخل)
ثم تاتى الخطوة الاكثر شجاعة،
ان تعترف بذلك الظلام لآخر آمن....
ان تدعه يدخل معك فى ظلامك....
فتستدفىء بقبوله ، وتنكسر سيطرة ذلك الظلام
ورهبته بداخلك.....
يا صديقى،
ان رفقتك لنفسك فى رحلتها فى الحياة هى
الطريق الوحيد لاستنارة داخلية...
اذ كيف تنير قلبك ان كنت تهرب منه، او تبغضه،
او تلومه......
فان النور لا يضىء الا فى امان قبولك لنفسك
واحتضانك لها بكل ضعفها وعريها...
الكثير من الاشياء قد يضىء ولو اجزاء صغيرة
بداخلك،
القراءة، المشاركة، الاستماع الى هؤلاء
المختبرين المرتحلين امامنا، تأملك لنفسك وتحليلك لمشاعرك وافعالك...
كل ذلك من الممكن ان يوفر استنارات مختلفة...
لكن فقط فى ظل وجود عامل مهم، بدونه لا فائدة
من اى معرفة او تأمل....
امانتك مع نفسك ياصديقى....
امانتك مع نفسك هى استنارتك.....
وهروبك من نفسك ولبسك للاقنعة هو الظلام
بعينه...
ولنا لقاء آخر عن الأمانة مع النفس..
