Random Posts

    Grab this Widget

Thursday, May 7, 2020

استراحة محارب





عندما أنظر معك الى ماضيك يا صديقى ، أراك وكأنك محاربا خاض حروبا ومعارك ضارية....
خرج من بعضها منتصرا ، ومن البعض الآخر خرج مهزوم.....
خرج من بعضها سليم، ولكن من أكثرها خرج بجروح وندوب فى كل أنحاء كيانه...
فقد أجزاء من نفسه فى بعض المعارك، وجدد أجزاء من نفسه فى بعض آخر، بل وأكتشف أجزاء من نفسه فى بعض آخر من تلك المعارك....
لكن جميعها، كل تلك المعارك كانت تستحق المعاناة يا صديقى....
نعم تستحق المعاناة، فلولاها ماكنت ماتكونه اليوم....

لذلك تلك المعارك هى جزء منك....
هى أنت....
ولذلك أيضا رغم مرارتها وسواد أيامها وذكرياتها، الا انى معك أقدرها وأعتز بها....
ربما لم تكن أحسن المحاربين، ولا أشجعهم ولا أكثرهم مهارة ......
لكنك نادرا ما أستسلمت....
فقد كنت تحارب وتعافر بكل مافيك، حتى وان لم يعد فيك قوة أو عزيمة....
وحتى فى تلك الأوقات التى رفع فيها الراية البيضاء، فانك لم ترفعها بسهولة....
فانت لم ترفع تلك الراية الا بعد أن فقدت كل شىء حتى كدت أن تفقد نفسك......
وكعادتك، لم تلبث أن تنكس تلك الراية وتدق طبول الحرب عائدا الى ساحات معاركك من جديد....
معافرا ومعاندا مع حروبك وصراعاتك....
نعم أرى ذلك المحارب وهو متعب الأن....
أرى ذلك المحارب وهو يحمل من الجروح الكثير والكثير....
لكنه حى....
حى حقا وموجود...
كيانه ملىء بالندوب ولكن عضلاته قد صارت أقوى وأشد ......
فهى لم تكن تشتد الا من جراء حروبه تلك...
امتلائه بخبرات حروبه الخاصه أعطاه بصيره أعمق لنفسه ولأنفس من حوله....
حتى صار يشارك الآخرين حروبهم...
فتارة يحارب عنهم وهم منهكين وساقطين،
وتارة يحمى ظهرهم من ضربات جهلوا مصدرها.....
وتارة أخرى يحارب بجانبها ممتلئا بأحلامهم ومعاناتهم.....
ربما الغرض لم يكن قط أن يحيا الانسان حياة المنتصر دائما بلا اى هزائم ، بل أن يحارب كل يوم قائما من سقطاته...
ربما كانت هذه هى الحياة....
ساحات متككره من الحروب المختلفة يتخللها أوقات من الراحة وأخذ الأنفاس...
وربما كان معنى البطولة ليس فى الفوز الدائم ولكن فى عناد القيام من سقطاتنا...
وليتنا نعلم متى نحارب ومتى نرتاح...
وليت الله ينعم علينا برفقاء يحاربون بجانبنا، وبمرشدين لديهم من الحكمة والفهم ما يكفى لنرى بضع خطوات أبعد مما نحن عليه....
** تلك رسالة كتبتها فى الأصل لنفسى، ولعل مشاركتها تحمل بعض السلام لأولئك المحاربين المنهكين مثلى.
ربما نستطيع يوما أن ننظر بالفخر الى ماضينا الممتلىء بالتيهان والمعارفة وربما السقطات.
#أحاديث_داخلية

No comments:

Post a Comment