عن نصفك الثانى

أشعر بك يا صديقى...
أشعر بأعماقك...
أشعر بوحدتك تنهشك وتمزقك...
أتفهم جيداً معاناتك وصراعك مع جوعك، الصارخ بداخلك،لإشباع تلك الوحدة بأى طريقة ممكنة.....
أعلم كيف تدفعك تلك الوحدة للجنون والتخبط...
أشعر بجوعك للإحتضان والإحتواء ....

أرى كيف تبحث حولك عن من يفهم أعماقك ويرى دواخلك....
أرى كيف تبحث حولك عن أى فتاة تسد ذلك الجوع بداخلك...
لذلك قررت أن أكتب عنها، قررت أكتب عن نصفك الآخر حتى وإن لم تجدها بعد.
إنتظرها يا صديقى........
إنتظر تلك الفتاة التى تشعر معها بأنك فى بيتك وفى وطنك
(that you are home)
تلك التى تشعر معها بأنك مقبول بدون أن تفعل أو تكون شيئا آخر غير نفسك...
نفسك الحقيقية وليست تلك المزيفة التى رسمها لك الناس من حولك....
انتظر تلك الفتاة التى ستسعد بمجرد قضاء الوقت معها حتى لو قضيتموه صامتين. تلك التى تفهم أعماقك المتخبطة والمتضاربة....
تلك التى تشاركك اهتمامتك...
انتظر معين نظيرك يسير معك رحلتك ولا يتخلى عنك، لأنى أعلم كم ستكون رحلتك فى الحياة صعبة ومرهقة...
انتظر تلك التى تحارب عنك عندما تسقط بدون أن تحكم على ضعفاتك وإخفاقاتك، دون أن تهرب منك أو تلومك..
تلك التى تسمح لك بسبر أغوار أعماقها..
وتسمح لك أن تراها كما هى حقا...
بدون رتوش أو تجميل..
تلك التى تؤمن بك...
تلك التى توقظ فيك رجولة حقيقية لا رجولة مزيفة....
تلك التى تحارب عنها شاعراً أن معاركها هى معاركك...
تلك التى ترى ضعفاتها لا بحكم إدانة ، لكن بحب وبقبول...
تلك التى تستطيع أن تكون معها أنت....
لا صورة معدلة منك....
انتظرها يا صديقى...
فمثل تلك الفتاة تستحق الإنتظار.....
ولا أعتقد أنك تستطيع أن تقوم بمغامرة مثل تلك مع شريك غيرها،
إنى أنتظرها معك يا صديقى، فانك لا تستحق أقل من تلك الفتاة....
إعلم أنك ستكون شريكا ملهما، أتشوق بحق أن آراك فى تلك العلاقة...
ليبارك الله وحدتك وليجعلها مكانا للإرتواء والشبع الداخلى...