Random Posts

    Grab this Widget

Thursday, May 7, 2020

معك فى ظلامك



أعلم يا صديقى أنك تمر بتلك الظلمة الداخلية....
نعم، أستطيع أن أشعر بك، وأتفهم مقدار المعاناة...
يمكننى أن اتخيل كم تستنزفك صراعاتك الداخلية، كم ترهقك وتثقل روحك...
أراك محاطا وغارقا فى أفكارك، أراك معذبا وانت بالكاد تلاحق مصارعتهم...
أشعر بك وأنت تلهث خلف مخاوفك وشكوكك...
أشعر باحتياجك للحضن، إحتياجك لمن يحتويك ويفهمك ولا يقلل من ألمك...

أشعر بأفكار الخزى وهى تأكل نفسك، هذه الأفكار التى ترمى كل اللوم وكل الذنب عليك...
أشعر بأفكار اليأس وهى تطرحك أرضاً قائلة أن لا وجود لنور الأمل خارج تلك الحفرة المظلمة التى تغرق فيها...
ولكن، اعتقد أن دورى كرفيقا لك فى رحلتك الداخلية أن أذكرك بهذا النور، أذكرك بأنك لست ذلك الظلام، وبأن تلك الحفرة اللعينة ليست جزئا من روحك الجميلة، بل هى مجرد مرحلة مهما طالت ستزول...
أعلم أنك مللت منها، أعلم أنك تصارع لتؤمن بوجود نور خارج تلك الحفرة...
وأعلم كم أن تلك الحرب التى تخوضها شاقة ومرهقة، وأنك تصارع لتبقى واقفا مكانك...
أعتذر ياصديقى، فلا أملك وعظا، أو أفكارا معجزية تساعدك أن تتخلص من تلك الحفرة بسرعة...
للأسف، لا أملك غير وجودى معك بكامل كيانى ...
لا أملك الا أن أجلس معك فى ظلامك، عسى أن تدرك أنك لست وحيداً فى ألمك...
أرجوك ياصديقى لا تستسلم.... فما هى الحياة إلا مراحل متقلبة من الظلام والنور، مراحل من الصحراء وراحة الخضرة...
ولكن هذا ما يجعلها حياة حقيقية. وصراعك هذا هو مايجعل وجودك حقيقيا وليس وجوداً هاربا من الواقع او مزيفاً له...
أصلى أن يحضنك الله فى ظلامك، وأن يريك ملامح من ذلك النور الذى ينتظرك..

No comments:

Post a Comment